Republic of Lebanon
Tuesday 10th - 12 - 2024
picture

مكتبة موسيقية في سن الفيل...الأولى في لبنان 

Date: 2013-08-08
Origin: www.southlb.com/lebanon/sakafiya/5289-2013-08-08-05-30-22

يسمع الصغار في الخارج أصوات حرب ونزاعات. يخافون، في بعض الأحيان، من أصوات متفجّرات أو مفرقعات أو أزيز رصاص. يكبر الصغار في الخارج على أصوات شجار في الحيّ، أو صراخ بين سياسيين على الشاشة الصغيرة، فينشأون في وسط طنين اجتماعي وأمني وسياسي.

غير أنه، في وسط هذا الطنين المؤذي للآذان والنفوس، يمكن الصغار والكبار اليوم، أن يزوروا مكتبة موسيقية عامة في المركز الثقافي في بلدية سن الفيل، للإطلاع على كتب موسيقية واستعارتها، وللقراءة عن تاريخ الموسيقى وحياة العازفين المشهورين

افتتحت "الجمعية اللبنانية لنشر الموسيقى الأوركسترالية ـ Lebam"، الشهر الفائت، المكتبة الموسيقية العامة الأولى في لبنان التي تضمّ أربعة آلاف مجلد وكتاب عن نظريات الموسيقى وتعليمها وعزفها بغية تلبية حاجات أساسية في مجال الموسيقى في لبنان.

يعاني لبنان، وفق رئيس الجمعية غسان مخيبر، نقصاً في المواد التعليمية الموسيقية، وفي عدد الأساتذة المتخصصين في الآلات الهوائية والإيقاعية وفي عدد الطلاب الذين يتعلمون العزف على تلك الآلات. تشمل الآلات الهوائية آلات خشبية مثل الكلارينت، و"oboe"، ونحاسية مثل البوق، والهورن، بينما تضمّ الآلات الإيقاعية السيلوفون والطبل وغيرها.

توفر المكتبة الموسيقية العامة كتباً عن مبادئ الموسيقى وتاريخها، وكتباً لتعليم الموسيقى بمستويات مختلفة للمبتدئين والمحترفين، وكتباً تعليمية للموسيقيين وأخرى للمساعدة على العزف وأقراص مدمجة. وتتوافر قائمة تلك الكتب على الموقع الإلكتروني: http://lebam.org

تظهر قوائم الكتب، وفق منشط المركز الثقافي في بلدية سن الفيل روبير عجمي، أسماء الكتب الموجودة في المكتبة، والآلات التي تعالجها، وأسماء العازفين ونبذة عن سيرهم، وأسماء دور النشر وتاريخ الإصدار. ويمكن لجميع الأشخاص من هواة وتلاميذ وأساتذة موسيقى أن يزوروا المكتبة ويطلعوا على موجوداتها، ويمكن لهم تصوير ما يلزمهم من مواد أو استعارتها ضمن شروط ومعايير معينة.

يتجول الفرد بين عناوين موسيقية عديدة وجميلة: لقاء السيلوفون، تاريخ الجاز، فن العزف، موسيقى للمساء، لنتشارك الموسيقى، لنقرأ الموسيقى، تعليمات فردية، صولو، تريو، ضوء على الموسيقى، أغاني للشباب، تمارين على الآلات، مبادئ توجيهية للأساتذة ولإدارة الصفوف وغيرها من العناوين التي يسافر الفرد بواسطتها إلى عالم موسيقي راق وفرح وجميل.

ساهم مستشار الجمعية جين أتكين في دعم المكتبة وفي تأمين الكتب الباهظة الكلفة والنادرة من الولايات المتحدة. ويندرج إنشاء المكتبة ضمن مشاريع الجمعية التي تأسست في العام 2008 بالتعاون مع "المعهد الوطني العالي للموسيقى ـ الكونسرفتوار" والدكتور وليد غلمية وغسان تويني. وتعمل الجمعية، في فروعها الأربعة في بيت مري وبسكنتا والجديدة وبعقلين، على نشر الموسيقى الأوركسترالية بين الطلاب الذين يستفيدون مجاناً من برامج التعليم والمخيمات الموسيقية ومن استخدام الآلات. يختلف تعليم الموسيقى الأوركسترالية عن التعليم الفردي، إذ يشارك الطالب في العزف مع آخرين ويدرك دوره والنوتات التي سيعزفها بدقة. وتنوي الجمعية افتتاح فرع آخر في طرابلس وتتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي على تفعيل تدريس الموسيقى في المدارس، وتأمل، وبالتعاون مع الكونسرفتوار، في إنشاء اوركسترا سمفونية للشباب.

يفلفش مخيبر الكتب الموسيقية، يدقق في العناوين وفي أسماء المقطوعات ويردّد بعض الألحان. كان مخيبر قد تعلم في سنواته الجامعية العزف على آلة "oboe". وبالرغم من اهتمامه في المحاماة والسياسة، ظلّ يحلم بتطوير مشروع موسيقي في لبنان إيماناً منه بدور الموسيقى وأهميتها."ليست الموسيقى جمالاً أو تمضية وقت فحسب بل هي قيمة اجتماعية وثقافية رفيعة. تهذب الموسيقى النفوس، وتقي الأفراد من الجريمة. ينشأ الأشخاص، من خلال الموسيقى، على مبادئ التعاون من دون منافسة، ويكبرون على مفاهيم الدقة في العمل وفي الحياة، فالنوتات الموسيقية واضحة لا تفسح مجالا للمواربة أو الالتفاف. تختلف النغمات الموسيقية بين كلاسيكية، وموسيقى عصرية، شرقية أو غربية غير أن النوتات تتناغم وتتجانس. فتشكل جميع تلك العبر أمثولة للبنانيين لاحترام الاختلاف، وللتعاون في ما بينهم".

تعلو أصوات مختلفة في الخارج، أصوات أبواق السيارات، وقلق الأمهات على الأبناء، وغضب الشباب من الساسة، ومن الاستراتيجيات، ومن حروب اقليمية نسمع صدى قنابلها وصواريخها. يسمع الصغار والكبار أصواتاً مزعجة، تؤذي الأذهان والقدرات والآذان، غير أن أفراداً سيحملون آلاتهم الموسيقية، وسيفتشون في مكتبة عامة عن نظريات ونوتات موسيقية يعزفونها لحناً إنسانياً وطنياً جميلاً يغيرون به أموراً كثيرة، فوفق الموسيقي الأميركي جيمي هندريكس (1942 ـ 1970) "الموسيقى لا تكذب. وإذا كان شيئاً سيتغير في هذا العالم، فلا يمكنه أن يتغيّر إلا من خلال الموسيقى".

This website is the governmental property of the Lebanese Republic and is affiliated to the ministry of Culture.

The website only saves the information used to subscribe to the newsletter and does not share it with any other institution or server of company of any kind.

The website does not activate or manage software for statistic purposes and does not keep track or produce logs of any kind that concern the guest activities and browsing. The hosting company of the website provides this log automatically for all its clients.

The information diffused on the newsletter can’t be guaranteed to happen on the announced dates, problems might happen and prevent the event without prior notice.